ينتشر عصير التفاح المسلوق في العديد من الثقافات كأحد المشروبات المنزلية الدافئة التي تجمع بين الطعم الغني والفوائد الصحية الكثيرة. اكتسب هذا العصير شهرته من بساطته وسهولة تحضيره، إذ يعتمد على مكوّنات طبيعية متوافرة في كل بيت. ومع أنّ طريقته تبدو تقليدية، إلّا أنّ سرّ المذاق الحقيقي يكمن في الخطوات الدقيقة التي تميّزه عن العصائر الباردة أو الجاهزة.
عُرفت عادة سلق التفاح لتحضير العصير منذ القدم في المطابخ الأوروبية، خاصّة في فصول الشتاء الباردة، حيث يُستخدم كمشروب يمدّ الجسم بالدفء ويعزّز المناعة. ومع مرور الوقت، انتقلت هذه الوصفة إلى المطابخ العربية لتصبح جزءًا من الموروث المنزلي في فصل الخريف، حين يبدأ التفاح بالنضوج ويُستعمل لتحضير أطيب العصائر.
١- المكوّنات
يتطلّب عصير التفاح المسلوق مجموعة بسيطة من العناصر، لكن اختيارها بعناية يصنع الفرق في النكهة النهائية:
- ٤ إلى ٥ تفاحات متوسّطة الحجم (ويُفضَّل التفاح الأحمر الحلو).
- كوبان من الماء النقي.
- ملعقتان من العسل الطبيعي أو السكر البني حسب الرغبة.
- عود قرفة واحد لإضفاء رائحة دافئة.
- شريحة صغيرة من الزنجبيل الطازج لإضافة نكهة حارة خفيفة.
- بضع قطرات من عصير الليمون للحفاظ على اللون الطبيعي للتفاح ومنع الأكسدة.
تُضفي هذه المكوّنات توازنًا بين الحلاوة الطبيعية والحموضة المنعشة، كما ترفع القيمة الغذائية للعصير بفضل مضادات الأكسدة الموجودة في القرفة والزنجبيل والتفاح نفسه.

٢- طريقة التحضير
لتحضير عصير التفاح المسلوق بطريقة تبرز نكهته الأصلية وتُحافظ على قيمته الغذائية، تُتَّبع الخطوات التالية بدقّة:
- يُغسَل التفاح جيدًا ويُقطَّع إلى مكعّبات صغيرة دون تقشير، لأنّ القشرة تحتوي نسبة عالية من الفيتامينات والألياف.
- يُوضع التفاح في قدر عميق مع كوبين من الماء على نار متوسطة.
- يُضاف عود القرفة وقطعة الزنجبيل ويُتركان حتى تبدأ المكوّنات بالغليان ببطء.
- بعد الغليان، تُخفَّف النار ويُترك الخليط ليغلي بلطف لمدة ٢٠ إلى ٢٥ دقيقة، حتى يلين التفاح وتفوح رائحته في المطبخ.
- بعد الطهي، يُصفّى العصير باستخدام مصفاة دقيقة أو قطعة قماش قطنية، ثم يُضاف العسل أو السكر وهو لا يزال دافئًا لتذوب الحلاوة بسلاسة.
- يُسكب العصير في أكواب ويُقدَّم دافئًا في أمسيات الشتاء أو يُبرَّد ويُشرب في الصيف حسب الرغبة.
تكمن روعة عصير التفاح المسلوق في أنّ نكهته تتغيّر تبعًا لطريقة تقديمه. فحين يُقدَّم دافئًا، يمنح دفئًا مريحًا، أمّا عند تبريده فيتحوّل إلى مشروب منعش خفيف يناسب كل الأوقات.