تُدهشكِ الثقافة الغذائية حول العالم منذ اللحظة الأولى التي تتعمّقين فيها في تفاصيلها. تنكشف أمامكِ عادات لا تخطر في البال، تنبع من أصول اجتماعية أو دينية أو جغرافية أثّرت بشكل مباشر على مائدة الشعوب.
تتجاوز الثقافة الغذائية حدود المطبخ، فتعبّر عن هوية الشعوب، وتفضح قصصهم القديمة، وتُبرز أسلوبهم في التعامل مع الحياة والطبيعة من حولهم. في هذا المقال، تنكشف لكِ بعض العادات الغذائية الأكثر غرابة، التي تُمارَس حتى اليوم في مختلف الثقافات.
١- تسبق الوجبة الصمت في اليابان
تفرض الثقافة الغذائية في اليابان احترامًا كبيرًا للطعام. لا يسبق تناول الوجبة أي أحاديث، بل يبدأ الياباني وجبته بعبارة “إيتاداكيماس” احترامًا لمن حضّر الطعام. يتبع اليابانيون هذا الطقس بدقة، انطلاقًا من جذور بوذية تُعلّم التواضع والشكر.
٢- تُؤكَل الحشرات في تايلاند كمصدر بروتين
تُقدّم الحشرات في تايلاند كجزء من النظام الغذائي التقليدي. تُطهى الجراد، والدود، والخنافس، وتُقدّم على أرصفة الشوارع كوجبات خفيفة لذيذة. نشأت هذه العادة من حاجة السكان لمصادر بروتين بديلة، وارتبطت الثقافة الغذائية حول العالم بهذه الظاهرة الغريبة، التي أصبحت تُدرَّس في الجامعات الغربية كحلّ غذائي مستقبلي.

٣- تتوارث إثيوبيا عادة الأكل باليد اليمنى فقط
تفرض العادات الإثيوبية تناول الطعام باستخدام اليد اليمنى فقط، بدون أدوات مائدة، وذلك احترامًا للتقاليد الدينية والاجتماعية. تُحضّر الوجبات في طبق جماعي، وتُشجّع هذه الثقافة على التشارك والروابط العائلية، ما يجعل الثقافة الغذائية حول العالم تتجلّى فيها عناصر الهوية والانتماء.
٤- تُعبّر كوريا الجنوبية عن احترام العمر من خلال ترتيب الجلوس
ينعكس تسلسل العمر في كوريا على ترتيب الجلوس وتقديم الطعام. لا يبدأ الأصغر سنًا بالأكل قبل الأكبر منه، ولا يُقدَّم الشراب أو الطعام بدون إذن. تُجسّد هذه العادة تجذّر القيم الكونفوشيوسية في الثقافة الغذائية حول العالم، حيث يُكرَّم الكبار ويُحترم ترتيب العائلة.

٥- تتجنّب الهند لحم البقر احترامًا للدين
يحظر الهندوس أكل لحم البقر احترامًا لقدسية البقرة. يتجلّى هذا المعتقد في طبيعة الأطباق النباتية المتنوعة المنتشرة في البلاد. تترسّخ الثقافة الغذائية حول العالم على مفاهيم دينية متوارثة، ما يجعل للمطبخ بُعدًا روحيًا وثقافيًا عميقًا.
٦- تُقدَّم الجبنة بعد الوجبة في فرنسا
تُختَتم الوجبات الفرنسية عادة بطبق من الجبنة، بدلًا من الحلويات. تكرّس هذه العادة هوية فرنسية خاصة في الثقافة الغذائية حول العالم، حيث تُعتبر الجبنة رمزًا للذوق الرفيع والحرفية العالية، وتعبيرًا عن الفخر المحلي بكل منطقة.

٧- تُؤكَّد أهمية الفطور في تركيا بعادات يومية
يحتل الفطور مكانة مميّزة في تركيا، إذ يُحضَّر بعناية ويتضمّن أطباقًا كثيرة كالأجبان، والزيتون، والمربيات، والبيض، ممّا يعكس ارتباط الأتراك بروح الضيافة. تنبع هذه العادة من القيم الاجتماعية التي تؤكّد على التجمّع الأسري كل صباح، مما يعكس تنوّع الثقافة الغذائية حول العالم.
تُظهر لكِ الثقافة الغذائية حول العالم أنّ الطعام ليس مجرّد حاجة بيولوجية، بل هو انعكاس لهوية الشعوب، وقيمهم، ومعتقداتهم. تنبثق هذه العادات من خلفيات ثقافية عميقة، وتنتقل من جيل إلى آخر كما تنتقل اللغة والدين. تختلف العادات، لكن الرابط المشترك بينها يبقى الاحترام للطعام، وتقدير قيمته.