أغرب طرق تقطيع الطعام حسب الثقافة حول العالم

تميّزت طرق تقطيع الطعام حسب الثقافة بفرادتها وتنوّعها من بلد إلى آخر، مما يعكس نظرة الشعوب المختلفة إلى الطهو والتقديم وحتى إلى الطقوس اليومية. لم تقتصر هذه العادات على طريقة إمساك السكين أو نوع المكوّنات، بل تعدّت ذلك لتشكّل جزءًا من الهوية الثقافية والمجتمعية لكلّ منطقة.

يتناول هذا المقال أبرز الطرق الغريبة والمثيرة للدهشة في تقطيع الطعام حسب الثقافة حول العالم، من شرق آسيا إلى أميركا اللاتينية، مع لمحة عن خلفياتها التاريخية والرمزية.

١ – قُطّعت الأسماك حيّة في اليابان

اعتُمِدت في بعض مناطق اليابان طريقة تسمّى إيكيزوكوري، حيث تُقدّم السمكة وهي لا تزال حيّة ومتحرّكة. قُطّعت أجزاؤها بدقّة فائقة مع الحرص على إبقاء الرأس والعينين بحال حيّة. ارتبطت هذه الطريقة بثقافة الاحترام العميق للمكوّنات، وبفلسفة الزِن التي تدعو إلى تقدير اللحظة والوجود.

٢ – فُكِّكت الفواكه بالأظافر في الهند

في بعض القرى الهندية، فُضِّلت طريقة تفكيك الفواكه دون أدوات حادّة. قُشّرت المانغا مثلًا بالأصابع وفُصل اللبّ عن القشرة بأسلوب يدويّ متوارث. اعتُبرت هذه الطريقة علامة على الاتصال المباشر بالطبيعة ورفض التصنّع أو الأدوات الصناعية.

٣ – قُطِّعت اللحوم بفم السكين فقط في الأرجنتين

في ثقافة الأسادو الأرجنتينية، لم تُستعمل أدوات عديدة. قُطِّعت شرائح اللحم الكبيرة مباشرةً على النار أو فوق لوح خشبي باستخدام سكين واحدة، أُمسِكت بثبات لتأمين التقطيع من دون استخدام شوكة أو أدوات دعم. اعتُبِرت هذه الطريقة تعبيرًا عن البساطة الذكورية المرتبطة بتقاليد الشواء العائلي.

٤ – شُرِّحت الخضار بشكل حلزوني في كوريا

في المطبخ الكوري التقليدي، شُرِّحت الخضراوات مثل الخيار أو الجزر بطريقة حلزونية دقيقة. قُطّعت شرائح طويلة ورفيعة تلفّت بشكل فني قبل التخمير. أظهرت هذه الطريقة العناية في التقديم والتوازن بين الشكل والمذاق، خاصة في أطباق الكيمتشي.

٥ – قُطِّعت الجبنة بالخيط في سويسرا

لم يُستعمل السكين دائمًا في سويسرا، إذ قُطِّعت بعض أنواع الجبنة الصلبة بواسطة خيط رفيع. استُخدمت هذه الطريقة للحفاظ على تماسك القطعة ودقّة الشكل، خاصة في جبنة غرويير. ارتبطت هذه العادة بتقاليد الريف التي تعتمد على الأدوات البسيطة والدقّة الحرفيّة.

عكست طرق تقطيع الطعام حسب الثقافة ليس فقط تنوّع الطهو، بل أيضًا تنوّع الفكر، والسلوك، والرموز. اختلفت الأدوات، وتباينت الأهداف بين الجمالية والوظيفية والروحية، لكن ما اجتمع عليه الجميع هو تحويل التقطيع إلى طقس ثقافي يحمل في كلّ جزء منه رسالة خفية. يكشف لنا استكشاف هذه الطرق أنّ التفاصيل الصغيرة أحيانًا تخبرنا أكثر من أيّ كتاب تاريخي عن هوية الشعوب.

شارك على:
رحلة فاخرة في عمق غابات الأمازون: تذوق تراث الشعوب الأصلية بروح الرفاهية

تجربة فاخرة تجمع أصالة الشعوب وسحر الطبيعة في الأمازون

متابعة القراءة
كيف تنظفين أدوات المطبخ الخشبية لتبدو كأنها جديدة؟

العناية اليومية هي سر بقاء أدوات المطبخ الخشبية متألقة وطويلة…

متابعة القراءة