لم يسبق في تاريخ الخليج أن كانت ثقافة المقاهي بالحيوية التي هي عليها اليوم. على مدار العقد الماضي، ومع تحوّل المشهد الفنّي والثقافي إلى جزء لا يتجزّأ من النسيج الاجتماعي الذي ينسج الناس والأماكن والتجارب في إيقاع ديناميكي واحد، أصبحت المقاهي جزءاً لا يتجزّأ من أجواء المنطقة. تخيّلي التقاليد المحلية تلتقي بالتأثيرات العالمية، وتكونين قد أصبتِ المشهد. من سحر باريس المميّز إلى الجماليات المستوحاة من الثقافة الكورية أو اليابانية التي تمتزج بكرم الضيافة العربية، ستجدين دائماً ما يناسب ذوقك، ومناسبتك، بل وحتى براعم ذوقك.
لكن مقاهي اليوم لم تعد مجرّد مساحات جميلة وقهوة رائعة، بل أصبحت منظومات بيئية متكاملة لأسلوب الحياة. في دبي، والرياض، وجدّة، والمنامة، والشارقة، أصبحت مقاهي القهوة الآن بمثابة متاجر متخصّصة، وأركان عافية، ومراكز عمل مشتركة، وصالونات اجتماعية. أصبح شاي الماتشا، ولاتيه السبانخ، والعصائر الباردة من أبرز المشروبات الجديدة، وغالباً ما تُقدّم إلى جانب قوائم مختارة بعناية، بالإضافة إلى منتجات مصنوعة من الشوفان. ستجدين حقائب رياضية تحت الكراسي، وأجهزة ماك بوكعلى طاولات التيرازو، ومجموعة من المبدعين يتردّدون على المقاهي قبل تمارين التنفّس أو بعد تمارين البيلاتس.
تجمع ثقافة المقاهي بين الطلاب، والفنّانين، وروّاد الأعمال،وروّاد الأعمال الرقميين، لتعكس طاقة وحيوية المنطقة سريعة التنقّل، وتعبيرية، وتنمّ عن ترابط وتواصل عميق. سواءً كانت أمسية مسابقة، أو أمسية شعرية مفتوحة، أوركناً هادئاً لجلسة مشاركة وتبادل ذهني، فإنّ هذه المساحات أكثر من مجرّد صيحة. إنّها المكان الذي تلتقيفيه المنطقة باللحظة.
