تحمل المائدة الإماراتية بين الماضي والحاضر في طيّاتها حكايات الزمن الجميل، ونفحات الأصالة التي ما زالت تنبض في قلب كلّ بيتٍ إماراتي. لم تكن المائدة يومًا مجرّد طعام تتناولينه، بل كانت رمزًا للكرم، ومرآة تُجسّد العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال.
واليوم، وأنتِ تعيشين في عصر الحداثة والانفتاح، لا بدّ أن تتوقّفي لحظة لتتأمّلي كيف تحوّلت المائدة الإماراتية بين الماضي والحاضر من بساطة الصحراء إلى تنوّع عالمي مدهش. في هذا المقال، نُقدّم لكِ ١٠ معلومات مذهلة ستُغيّر نظرتكِ للمائدة الإماراتية، وتُشعركِ بالفخر بهذا الإرث الغني والمتجدّد.
١ – النكهات ثابتة
اعتمدت المائدة قديمًا على التمر، والسمك، والأرز، والحليب كمكوّنات أساسية. ومع التطوّر، دخلت مكوّنات جديدة كالكريمة والجبن والتوابل العالمية. لكن ورغم هذا الانفتاح، لا تزال النكهات الإماراتية تُشكّل الهوية الأصلية لكل طبق. تجدين في كل لقمة لمسة تراثية تربط الحاضر بالماضي.
٢ – القهوة باقية
في الزمن الماضي، كانت القهوة تُحمَّص وتُطحَن يدويًا وتُقدَّم مع التمر، في طقس يحمل الكثير من الاحترام والكرم. لم تكن مجرّد مشروب، بل عنوانًا للترحاب. واليوم، رغم سهولة التحضير، ما زالت القهوة تحتل مكانة رفيعة على المائدة الإماراتية بين الماضي والحاضر، وتُقدَّم كرمزٍ للفخر بالهوية.
٣ – أوانٍ متغيّرة
كانت النساء يُقدّمنَ الطعام في أوانٍ من الفخار أو النحاس، تعبّر عن البساطة والبيئة المحيطة. أما اليوم، فتزيّن الصحون المصنوعة من الزجاج أو البورسلان الفاخر موائد المناسبات. تغيّرت المواد، لكن بقي الحرص على جمال التقديم عنصرًا ثابتًا يُظهر اهتمامكِ بالتفاصيل.

٤ – من الأرض للطاولة
في السابق، اجتمع أفراد العائلة حول المائدة على الأرض، في جلسات بسيطة وعفوية. أمّا الآن، فأصبح الجلوس إلى الطاولات هو السائد. لكن يبقى جوّ الأسرة الحميمي، واللقاء اليومي حول الطعام، قيمة لم تتغيّر داخل المائدة الإماراتية بين الماضي والحاضر.
٥ – الطهي إحساس
لم تعتمد الجدّات على كتب وصفات أو مقاييس دقيقة، بل على الذوق والحدس. كل وصفة كانت تُنقل شفهيًا من جيل إلى جيل. واليوم، ورغم توفر الإنترنت والكتب، لا تزالين أنتِ تطهين بوحي من الإحساس، وتحاولين الحفاظ على نفس الدفء والطعم الحقيقي الذي ميز أطباق الماضي.
٦ – البساطة غنية
رغم أن المائدة قديمًا كانت تقتصر على أطباق محدودة وبسيطة، إلا أنها كانت مليئة بالحبّ، وتُعبّر عن الاكتفاء والرضا. أما في الحاضر، فرغم كثرة الأصناف، قد يغيب هذا الشعور إن لم نحافظ على قيمة المشاركة. تُعلّمنا المائدة الإماراتية بين الماضي والحاضر أن الغنى الحقيقي في النية، لا في الكميّة.

٧ – العيد له نكهة
في الأعياد، تحضّر الأسر أطباقًا خاصة كـ “اللقيمات”، “الخبيص”، و”الثريد”. كانت الجدّات يبدأنَ التحضير قبل أيام، وتغمر رائحة البهارات أرجاء البيت. ومع تطوّر الزمن، بقيت هذه الأطباق حاضرة على المائدة الإماراتية بين الماضي والحاضر، لأنها ليست فقط طعامًا، بل طقسًا اجتماعيًا وعاطفيًا.
٨ – بهارات أساسيّة
لطالما كانت البهارات الإماراتية كالهيل، الزعفران، الكركم، والكمّون أساسًا في تكوين المذاق. هذه المكوّنات لم تختفِ مع تطوّر الطهي، بل امتزجت بوصفات عالمية لتضفي نكهة محليّة مميّزة. البهارات هنا لا تضيف فقط طعمًا، بل تحمل عبقًا من الماضي في كل وجبة.
٩ – طرق جديدة
كان الطهي يتم على الحطب أو باستخدام “التنور”، ما يتطلب وقتًا وجهدًا. اليوم، سهّلت التكنولوجيا المطبخ، فدخلت الأفران الكهربائية، والمقالي الهوائية، والقدور الذكية. ومع ذلك، لا تزال الكثير من النساء تُفضّلن طهو بعض الأطباق التقليدية بنفس الطرق القديمة في المناسبات، حفاظًا على الروح.

١٠ – مائدة تجمعنا
لا تُحضَّر المائدة الإماراتية بين الماضي والحاضر فقط للتغذية، بل هي مساحة تواصل، تجمع الأسرة وتربط بين الأجيال. تجدين فيها صوت الجدّة، ونكهات الطفولة، ولمساتكِ الخاصة. فتكون النتيجة مائدة تعبّر عن الانتماء والتجدد في آنٍ واحد.
في الختام، لا تُعتبَر المائدة الإماراتية بين الماضي والحاضر مجرّد تحولٍ في الأطعمة، بل تحوّل في أسلوب الحياة، وفي فهم الكرم، وفي التعبير عن الهوية. كل طبق يُقدَّم اليوم يحمل في طيّاته ذكرى، وكل نكهة تنقلكِ إلى جذورٍ عميقة. اجعلي من مائدتكِ اليومية فرصة لربط التاريخ بالحاضر، ولبناء ذاكرة لا تُنسى داخل بيتكِ.