الحنيني: عندما يتحوّل التمر إلى حلوى دافئة تليق بفخامة الضيافة

قد لا يعرفه كثيرون خارج منطقة الخليج، لكن الحنيني واحد من تلك الأطباق التي تعيد تعريف الفخامة من خلال البساطة. هو طبق حلويات تقليدي سعودي، نشأ في قلب نجد، ويجمع بين مكوّنات ريفية صافية كالتمر والخبز البُرّ والزبدة، ويُطهى بعناية ليمنح تجربة ذوقية دافئة، فاخرة، ومشبعة بالحكايات.

ورغم أن أصول الحنيني تعود إلى السعودية، إلا أن تأثيره يتجاوز الحدود؛ فقد انتقل إلى موائد إماراتية وخليجية، وبات يُقدَّم في كثير من المناسبات بأسلوب عصري يحاكي روح الضيافة الإماراتية الفاخرة.

الوصفة: تقليدية الطابع، عصرية التقديم

المكونات:

  • 2 كوب تمر منزوع النوى (ويُفضَّل استخدام تمر السكري أو الخلاص لنكهته العميقة)
  • 2 كوب خبز بر (خبز أسمر أو خبز التمر المفتت أو المجفف)
  • ½ كوب سمن عربي أو زبدة عالية الجودة
  • ½ ملعقة صغيرة هيل مطحون
  • رشة زعفران منقوعة في قليل من ماء الورد (اختياري)
  • رشة قرفة ناعمة (حسب الذوق)
  • ماء حسب الحاجة لتليين المزيج

طريقة التحضير:

1- تحضير التمر: يوضع التمر في قدر على نار متوسطة مع ملعقتين كبيرتين من الماء. يُحرّك بلطف حتى يلين ويتحوّل إلى معجون ناعم.
2- إضافة الخبز: يُضاف الخبز المفتت تدريجيًا إلى التمر مع التقليب المستمر للحصول على قوام متجانس.
3- إضافة الزبدة والتوابل: تُضاف الزبدة أو السمن وتُقلّب مع المزيج حتى تذوب تمامًا، ثم يُنثر الهيل، وتُضاف القرفة والزعفران المنقوع لإضفاء طبقات نكهة عطرية.
4- التقليب والطهي: يُترك الحنيني على نار هادئة مع التحريك المستمر لمدة 10 إلى 15 دقيقة حتى يتماسك وتفوح رائحته الزكية.

اللمسة الفاخرة: من طبق عائلي إلى تجربة ضيافة راقية

ما يجعل الحنيني جديرًا بمكانة على طاولات الضيافة الراقية هو قدرته على التكيّف. في الوقت الذي يُقدَّم فيه تقليديًا في أوانٍ فخارية كبيرة للعائلة، يمكن اليوم تقديمه في أطباق فردية فاخرة، مزيّنة بمكسرات محمّصة مثل اللوز والفستق، مع لمسة من القشطة أو الكريمة الطازجة في المنتصف.

لإضفاء مزيد من التميز، يُزيَّن أحيانًا برشة خفيفة من الذهب الصالح للأكل، ويُقدّم بجانب فنجان من القهوة العربية، مما يخلق تجربة ضيافة متكاملة تعبق بالأصالة والترف في آنٍ معًا.

قصة شعبية بطعم عصري

الحنيني ليس مجرّد طبق تقليدي، بل هو ذاكرة جماعية. كانت الجدّات تحضّره مع إشراقة شمس شتوية، ويُؤكل مجتمعين حول المدفأة. أما اليوم، فهو يعود في حلّة أكثر عصرية: نجده في قوائم مطاعم خليجية فاخرة، يُقدَّم بطريقة تواكب الذوق الحديث دون أن يفرّط في جذوره.

هكذا، يثبت الحنيني أن الفخامة لا تأتي دومًا من التعقيد، بل من إعادة اكتشاف البساطة برؤية جديدة.

شارك على:
رحلات الاسترخاء في عرض البحر تنعشها نكهات المشروبات الفاخرة

تخيل مشهدًا لا حدود له: الأفق ينحني حيث البحر يلامس…

متابعة القراءة
مجموعة من أدوات المائدة المستدامة تعبّر عن الوعي البيئي

في السنوات الأخيرة، لم تعد أدوات المائدة تُختار فقط بناءً…

متابعة القراءة