تشكّل مشروبات عيد الأضحى جزءًا لا يتجزأ من طقوس العيد التي تنتظرينها بكلّ شغف. بعد شهرٍ طويلٍ من الصيام، تختارين ما يبهج عائلتكِ ويضيف لمائدتكِ دفئًا وحلاوة. تلك المشروبات لا تكمل الطقوس فقط، بل تحمِل نكهاتٍ من الذاكرة، وعبقًا من التراث، ولمسةً من العيد.
في هذا المقال، نغوص سويًّا في عالم النكهات التي تميّز مشروبات عيد الأضحى، ونستعرض أكثرها حضورًا في ثقافتنا، ولماذا لا تزال تُرافقنا عامًا بعد عام.
١ – التمر هندي
اختاري مشروب التمر الهندي لتعيدي إلى ذاكرتكِ لحظات الطفولة حول مائدة العيد. فنكهته الحامضة والمنعشة تمنح جسمكِ انتعاشًا لا مثيل له. تميّزي بتحضيره منزليًا مع القليل من ماء الورد، وقدّميه باردًا في كؤوسٍ مزخرفةٍ لتكتمل أجواء العيد.
٢ – الجلاب
يُعتبر الجلاب من أقدم مشروبات عيد الأضحى في بلاد الشام، وتعرفينه بنكهته القويّة التي تجمع بين دبس العنب وماء الورد. يُضاف إليه الصنوبر والزبيب لمنحه مظهرًا ملكيًّا يليق بمائدتكِ. اشربيه في فترة العصر، وستشعرين بانتعاشٍ يرافقكِ طوال النهار.
٣ – السوس
أحضري السوس الطازج من العطار، واغمري منزلكِ برائحته العتيقة. يُشتهر هذا المشروب في المدن القديمة مثل دمشق والقاهرة، ويقدَّم في عيد الأضحى تحديدًا لأهميته في ترطيب الجسم وتنشيط الجهاز الهضمي. رغم نكهته القويّة، تحرص الكثير من النساء على تقديمه كتحية للضيوف في أول أيام العيد.
٤ – قمر الدين
لا يُفارق مشروب قمر الدين الموائد في رمضان، لكنكِ تجدينه أيضًا حاضرًا بقوّة في مشروبات عيد الأضحى. يُحضّر من لفائف المشمش المجفف، ويُقدَّم باردًا ومزيّنًا بالمكسّرات أو شرائح الفواكه. وعادةً ما يتمّ اختياره لمذاقه الحلو ولونه البرتقالي الذي يضفي فرحًا على طاولة العيد.
٥ – العصائر الطبيعية
في السنوات الأخيرة، أصبحت العصائر الطازجة جزءًا من مشروبات عيد الأضحى في العديد من المنازل. أعدّي عصير الليمون بالنعناع، أو الرمان، أو حتى البطيخ، وقدّميها بزينة بسيطة من أوراق النعناع أو شرائح الليمون. هكذا تضيفين لمائدتكِ لمسةً صحّيةً مع الحفاظ على بهجة العيد.
في الختام، لا تُعتبر مشروبات عيد الأضحى مجرّد مشروبات باردة تقدّمينها للضيوف، بل تحمل في طيّاتها رمزية ثقافية، وحنينًا إلى الطفولة، وتقاليد تنتقل من جيلٍ إلى آخر. اختاري منها ما يُعبّر عن ذوقكِ، وشاركيها مع مَن تُحبين، وارفقيها بابتسامةٍ تُكمِل فرحة العيد.
