يحتل شراب العرقسوس مكانة مميّزة في ثقافتنا العربية منذ قرون طويلة، حيث ارتبط بروح الضيافة وخصوصًا في المواسم الانتقالية مثل الخريف. امتلك هذا الشراب قدرة على إنعاش الجسم ومنحه شعورًا بالانتعاش والراحة، فأصبح جزءًا من الطقوس المنزلية التي تحمل نكهة التراث الأصيل. اشتهرت مناطق عدة في المشرق العربي بتحضيره، وأصبح رمزًا يجمع بين الطابع الشعبي والفوائد الطبيعية التي يقدّمها. ومع تغيّر الطقس في الخريف، يميل كثيرون إلى تحضيره في البيوت كخيار صحي يرافق الجلسات العائلية ويمنح نكهة من الماضي.
١- المكوّنات الأساسية
يعتمد نجاح شراب العرقسوس على نقاء المكوّنات، لذلك يُفضَّل اختيار جذور العرقسوس الطازجة أو المسحوق الجاهز عالي الجودة. لا يتطلّب الأمر سوى عناصر بسيطة متوافرة في مطبخكِ لتمنحي أسرتكِ مشروبًا يليق بالأجواء الخريفية:
- كوب واحد من مسحوق العرقسوس النقي.
- نصف ملعقة صغيرة من بيكربونات الصودا (تساعد على إبراز اللون والطعم).
- ثلاثة أكواب من الماء الفاتر.
- قطعة قماش نظيفة (شاش قطني أو قماش أبيض رقيق).
- إبريق زجاجي للتقديم.
إنّ اختيار هذه المكوّنات يعكس حرصكِ على الجمع بين الجودة وسهولة التحضير، ممّا يضمن نتيجة مرضية تضيف إلى مائدتكِ لمسة شرقية أصيلة.

٢- خطوات التحضير
يُحضَّر شراب العرقسوس بخطوات دقيقة لكنها بسيطة، إذ تضمن هذه الطريقة المبتكرة الحفاظ على الطعم التقليدي مع إبراز النكهة بشكل أوضح:
- خلط المكوّنات: يُوضع مسحوق العرقسوس في وعاء عميق، ثم يُضاف إليه نصف ملعقة من بيكربونات الصودا ويُحرَّك جيدًا حتى يمتزج الخليط.
- إضافة الماء: يُسكب كوب من الماء الفاتر تدريجيًا على الخليط ويُعجن حتى يصبح كالعجين الطري. هذه المرحلة تساعد على إطلاق المواد الفعّالة من الجذور.
- التصفية: يُلف العجين بالقماش النظيف ويُربط بإحكام، ثم يوضع في إبريق كبير ويُضاف إليه باقي كمية الماء.
- النقع: يُترك الكيس القماشي في الماء لمدّة ساعة كاملة مع تحريكه من وقت إلى آخر. هذه العملية تضمن استخلاص النكهة بتركيز مناسب.
- التقديم: بعد انتهاء النقع، يُرفع الكيس وتُسكب الشراب في الأكواب مع إمكانية إضافة مكعبات الثلج إذا رغبتِ بمذاق منعش يناسب الأجواء الخريفية.
بهذه الخطوات، يتحوّل الشراب من مجرد مكوّنات جافة إلى مشروب متكامل يجمع بين الأصالة والابتكار، ليمنحكِ تجربة مميزة في كل رشفة.



