من مطبخ صغير في الجنوب الفرنسي إلى وهج أضواء التلفزيون، برز اسم سيريل لينياك كواحد من أكثر الطهاة شهرةً في فرنسا. هو ليس مجرّد شيف، بل حالة خاصة في عالم الطهو والإعلام، استطاع أن يحوّل كل طبق إلى قصّة، وكل تجربة إلى رحلة نكهة. جمع بين الموهبة الفطرية والتكوين الصارم، لينطبق في رحلة من النجاحات المتتالية ليصبح مصدر إلهام لجيل كامل من الطهاة.
في هذا الحوار، يحدّثنا سيريل لينياك عن شغفه في عالم الطهو وعن افتتاح مطعم Bar des Prés قريباً في دبي.
يُعرف أسلوبك في الطهو بالإبداع والتنوّع. إلى أي مدى أثّرت تجارب السفر في النكهات والتقنيات التي تعتمدها في مطبخك؟
السفر مصدر إلهام كبير للطهاة. فهو يفتح الأفق لاكتشاف ثقافات مختلفة، والتعرّف على منتجين محلّيين، وحِرفيين، وطهاة مبدعين حول العالم. على سبيل المثال، تعلّمت في اليابان أسرار تحضير الأسماك النيئة، وفي المغرب انغمست في عوالم التوابل الغنية والمعقّدة. رغم أن جذوري تنتمي إلى المطبخ الفرنسي، أضافت رحلاتي إلى أطباقي بعداً آخر من حيث النكهات والتقنيات. نقدّم مثلاً الهليون الأخضر المُكرمل مع الميسو، والروبيان المشوي مع صلصة الساتيه، والدجاج من منطقة اللاند مصحوباً بصلصة المايونيز بنكهة السريراتشا.
أصبحت دبي من أبرز العواصم العالمية لفنون الطهو. ما الذي حفّزك على افتتاح مطعم فيها؟
المشهد الغذائي في دبي مذهل بكل ما للكلمة من معنى. إنها مدينة تحتضن الابتكار، وتقدّر المبادرات، وتحتفي بالجودة في أدقّ تفاصيلها. بعد تجربتي في باريس ولندن، شعرت أن دبي هي المحطّة المثالية التالية لـ Bar des Prés. إضافة إلى ذلك، يقع مطعمنا في الطابق 51 من برج ICD الشهير، ما يمنح ضيوفنا إطلالة بانورامية ساحرة وتجربة استثنائية بكل المقاييس.
كيف تصف الهوية التي تُميّز مطبخك؟ وكيف يتجلّى ذلك في قائمة الطعام في فرع دبي؟
مطبخ Bar des Prés أنيق، عالمي، ويمزج بين الحرفية الفرنسية والرقي الياباني، ما يسمح لنا بتكريم تقاليد الطهو العريقة من خلال أطباق عصرية مبتكرة. عملنا كثيراً على تناغم النكهات وضبط التوابل وصقل وصفات الحلويات لنمنح ضيوف دبي تجربة ذوقية متميّزة تلبي أذواقهم وتوقعاتهم.

من حصولك على جائزة نجوم ميشلان إلى ظهورك على الشاشة وتأليف الكتب، ما اللحظة التي تعتبرها الأكثر إرضاءً في مسيرتك؟
شعور لا يوصف حين يخبرني الزبائن أنهم أحبّوا الأطباق واستمتعوا بأوقاتهم في مطعمي. قد يبدو الأمر بسيطاً، لكنه يشكّل جوهر ما أقوم به. فإسعاد الناس هو هدفيالأول. ومن اللحظات التي تركت أثراً كبيراً في نفسي، يوم نلت “وسام الاستحقاق الزراعي”، بحضور والديّ. كان ذلك مصدر فخر كبير بالنسبة إليّ وإليهما.
ما هي مشاريعك المقبلة؟ وهل تخطّط لتوسيع حضورك في المنطقة العربية؟
لا مشاريع رسمية يمكن الإعلان عنها حالياً، لكن فكرة افتتاح متجر للحلويات في دبي تثير حماسي كثيراً، وسأكون سعيداً جداً بتحقيقها في المستقبل.