هي إبنة الفنان الكبير عاصي الحلاني وملكة جمال لبنان السابقة كوليت الحلاني. هذا التعريف ليس لتحديد هويّة دانا الاجتماعية، إنما لفهم شغفها وإبداعها وإصرارها. هذه السمات التي حملتها إرثاً من والديها، دعّمتها بإرادة قويّة وصلبة لتحقيق أحلامها وتطويرها لتصبح واقعاً يشكّل حدثاً كبيراً في عالم الطهو.
من خلال مشروعها الخاص L’étoile Privée، استطاعت الشيف دانا الحلاني أن تبتكر عالماً من الأطباق التي تجمع الدقّة الفرنسية بالحسّ الشرقي وتولّد تجربة طهو لا تشبه سواها. وفي هذا الحوار الخاص لـElle Gourmet، نذهب معها في رحلة من الإبداع والإلهام لنستكشف أسرار شغفها وطموحها الذي لا حدود له.
كيف ساهمت تجربتك في معهد Le Cordon Bleu والعمل مع الشيف ألان غيام في تشكيل فلسفتك في الطهو؟
تعلّمت من هاتين التجربتين أهمية الدقّة والجودة والإبداع في الطهو، بالإضافة إلى تقدير التقنيات الكلاسيكية واستخدام المكوّنات الفاخرة، الأمر الذي ساعدني في تطوير أسلوبي الخاص الذي يمزج بين أسس المطبخ الفرنسي ولمسات مستوحاة من إرثي الثقافي.
ما هو الإلهام وراء إطلاق مشروع L’étoile Privée وما الذي يميّزه في عالم الضيافة الخاصة؟
ولدت الفكرة من شغفي بتقديم تجارب طعام مميزة وشخصية. ما يميّزL’étoile Privée هو المزج بين نكهات الشرق الأوسط والتقنيات الفرنسية، ما يمنح الضيوف تجربة طهو فريدة من نوعها. يتم إعداد كل طبق بعناية فائقة، إذ يجمع بين الفخامة، النكهات الجريئة، والخدمة الراقية في أجواء خاصة وحميمة.
كيف ساعدك الحصول على درجة الماجستير في استراتيجيات التسويق وتحليل البيانات في رحلتك كرائدة أعمال؟
زوّدتني هذه الشهادة بمهارات قيّمة تساعدني في فهم اتجاهات السوق واحتياجات العملاء. كما أن تحليل البيانات يتيح لي اتخاذ قرارات مدروسة تساهم في تطوير مشروعي وتعزيز تواصلي مع جمهوري.
كيف توازنين بين الوصفات التقليدية من تراثك والتقنيات الحديثة في الطهو؟
أحترم الوصفات التقليدية وأقدّر جذورها، لكنني أحب أيضاً استكشاف تقنيات حديثة تعزز النكهات والقوام. هدفي هو الحفاظ على جوهر الطبق الأصلي مع إضافة لمسات إبداعية تفاجئ الذوّاقة وتضفي بعداً جديداً للتجربة.
كيف تربطين بين الطعام، الجمال، ونمط الحياة في المحتوى الذي تقدمينه؟
أنا شغوفة بالطهو والجمال، فلما لا أشارك أفضل ما في المجالين؟ أؤمن بأن الطعام، الجمال، ونمط الحياة، هي أشكال مترابطة من التعبير عن الذات، وكل منها يمنحنا طريقة فريدة للاعتناء بأنفسنا والاحتفاء بالحياة. بالنسبة إلي، الإبداع في المكياج وألوانه وقوامه وتقنياته، يشبه إلى حد كبير فن تحضير طبق فاخر. في النهاية، كل شيء يتمحور حول الإبداع، التوازن، ومتعة الاعتناء بالنفس بكافة الأشكال.
هل لديك منهجية إبداعية محدّدة لتطوير وصفات فريدة؟
الإلهام هو الخطوة الأولى، سواء كان مستوحى من ذكرى أو موسم أو مكوّن… ثم أبدأ التجارب لاكتشاف النكهات، القوام، وطريقة التقديم، حتى أصل إلى وصفة مبتكرة وفريدة.
كيف أثّر إرثك العائلي على مسيرتك الإبداعية؟
نشأت وسط عائلة يحيط بها الإبداع من كل جانب، في الموسيقى والجمال، وهو ما ساهم في تشكيل رؤيتي وطريقتي في الابتكار. تعلّمت من والدي الفنان المشهور، ومن والدتي ملكة الجمال السابقة، قيمة الحرفية والاهتمام بالتفاصيل وقوّة السرد القصصي. أيقنت أن الإبداع لا يقتصر على المنتج النهائي، بل يشمل الرحلة والتجربة والمشاعر التي ترافقنا خلالها.
استطعت وأنت في الـ26 من عمرك أن تحقّقي الكثير. ما هي أهدافك المستقبلية؟
أشعر أنني لا أزال في بداية رحلتي، وهناك الكثير لاستكشافه. دائماً ما أفاجئ نفسي ومن حولي بقرارات غير متوقّعة، ولا أحد يعلم ما الذي سيحمله المستقبل. أسعى إلى مواصلة النمو والإبداع في عالم الطهو، واستكشاف طرق جديدة. في الوقت نفسه، يبقى شغفي بعالم الجمال جزءاً لا يتجزأ من رحلتي، وأطوق إلى المزج بين هذين العالمين بطريقة فريدة.. والأجمل لم يأتِ بعد!
