طبق تقليدي على مائدتك في عيد الأضحى: فتة اللحم

الوصفة الكاملة وقصتها التراثية

عندما تكتمل فرحة عيد الأضحى بأجوائها الروحية والعائلية، لا يكتمل المشهد إلا برائحة الأطباق التي تتوارثها الأجيال، وفتة اللحم من بينها، التي تتربع على رأس المائدة كطبق جامع للنكهة والحنين.

تُعد فتة اللحم من الأطباق التقليدية التي تحظى بشعبية واسعة في العالم العربي، خاصةً خلال عيد الأضحى المبارك. إنها أكثر من مجرد وصفة؛ هي طقس احتفالي، يعبّر عن الكرم والمشاركة والذوق الشرقي الأصيل. ويتميز هذا الطبق بمزيج من النكهات الغنية والمكونات البسيطة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لتقديمه في المناسبات الخاصة.

الجذور العميقة لطبق فتة اللحم

تعود أصول الفتة إلى المطابخ العربية القديمة، وتحديدًا في بلاد الشام ومصر، حيث كان الخبز الجاف يُستخدم بطريقة ذكية لإعداد أطباق دسمة ومشبعة. تطورت الفتة على مر الزمن، وأصبحت بمثابة طبق رئيسي في المناسبات، خصوصًا خلال عيد الأضحى حين يتوفر لحم الأضاحي الطازج وتُعدّ الموائد للاجتماع الأسري.

لكل منطقة لمستها، لكن الجوهر واحد: خبز محمّص، أرز، لحم مسلوق، ولبن (زبادي) أو صلصة طحينة، مع الزبدة والثوم والصنوبر المحمّص. والنتيجة؟ طبق دافئ ومتكامل يجمع بين الطراوة والقرمشة، الحموضة والدسم، والبساطة والترف في آنٍ معًا.

المكونات الرئيسية:

• 1 كيلوغرام من لحم الضأن (مقطع إلى مكعبات)
• 2 كأس أرز مصري أو بسمتي مطبوخ بالسمن أو الزبدة.

• 4 أرغفة من الخبز العربي (مقطّع ومحمّص أو مقلي حتى يصبح مقرمشًا)
• 3 فصوص ثوم (مهروسة)
• عصير ليمون أو خلّ أبيض: ملعقتان كبيرتان.
• لبن زبادي: حوالي كوبين.
• 2 ملعقة كبيرة من السمن أو الزبدة: لتحمير الثوم وتزيين الوجه.
• ملح وفلفل أسود حسب الذوق
• رشة قرفة وبهار مشكّل: لإبراز نكهة اللحم.
• مرق اللحم (ناتج عن سلق اللحم)
• بقدونس مفروم وصنوبر محمّص أو لوز للتزيين

طريقة التحضير:

1- سلق اللحم

في قدر كبير، يُغلى الماء ويُضاف إليه اللحم حتى يُسلق مع حبات هيل وورق غار وبصلة كاملة. يُنظَّف سطح ماء السلق من الزفرة ويُضاف الملح والفلفل، ويُترك اللحم على نار هادئة حتى ينضج تمامًا، ثم يُصفّى ويُحتفظ بالمرق لاستخدامه لاحقًا.

2- طهي الأرز

يُطهى الأرز على طريقة الرز المفلفل، فيُغسل ويُنقع لمدة 15 دقيقة، ثم يُصفى. وفي قدر، يُسخن السمن ويُضاف الأرز، مع قليل من الملح، ويُقلب لمدة 2-3 دقائق. يُضاف الماء أو مرق اللحم ويُطهى الأرز حتى ينضج، ويُترك ليرتاح بعد النضج.

يُقطّع الخبز العربي إلى مربعات صغيرة ويُحمّص في الفرن حتى يصبح مقرمشًا ذهبيًا، أو يُقلى بحسب الرغبة.

والآن جاء الوقت لتحضير صلصة اللبن: يُخلط الزبادي مع الثوم المهروس والملح والليمون (أو الخلّ)، ويُقلب جيدًا حتى يصبح متجانسًا.

لتحضير صلصة الثوم والخل يُسخن القليل من السمن ويُضاف الثوم المهروس في مقلاة، ثم يُقلب حتى يتحمر، وبعدها يُضاف الخل ويُترك ليغلي لمدة دقيقة.

3- الخطوات الأخيرة

في طبق التقديم، يُوضع الخبز المحمص ويُرش عليه قليل من مرق اللحم. ثم تُضاف طبقة من الأرز الساخن فوق الخبز، ثم يُوزع اللحم المسلوق على الوجه، يُسكب اللبن فوق الطبقات، ويمكن تقديمه على الجانب أيضًا، وتُسكب صلصة الثوم والخل على الوجه مع رشّة صنوبر محمّص، وبعض البهارات أو القرفة. يُزين بالبقدونس المفروم ويُقدم ساخنًا.

لمسة عصرية؟ لمَ لا!

يرغب البعض اليوم في تقديم فتة اللحم بلمسات أخفّ تناسب أنماط الحياة الحديثة. يمكن استبدال الزبادي قليل الدسم، أو خبز الشوفان المحمّص بديلًا صحيًا. وهناك من يقدّمها بشكل فردي في أطباق صغيرة بتصميم عصري، دون التفريط بالنكهة الأصيلة.

فتة اللحم: أكثر من مجرد طبق شهي

في عيد الأضحى، حيث الأجواء ملؤها المحبة واللقاء، تأتي فتة اللحم لتكون رمزًا للاحتفال والذاكرة والجذور. بطبق واحد يجتمع فيه التراث والمذاق، تُروى حكايات العائلة وتُستعاد نكهات الجدات. إنها وجبة من القلب، تُقدَّم على مائدة الكرم والمحبة، التي هي أساس الضيافة في العديد من الثقافات العربية.