في فضاء الرفاهية، لا تُقاس التجربة بالمنتج وحده، بل بالقصة التي تحمله، وبالهوية التي تُترجمها. وفي أكتوبر 2025، شهدت دبي لحظة فارقة في هذا السياق، مع إطلاق التعاون بين علامتين إيطاليتين من طراز رفيع: Giorgetti، رائدة التصميم الداخلي، وMaserati، أيقونة الأداء والهندسة. هذا اللقاء لم يكن مجرد عرض، بل حوار بصري وثقافي يُعيد تعريف معنى “صُنع في إيطاليا” في واحدة من أكثر مدن العالم طموحًا وأناقة.
تجربة متعددة الحواس
داخل صالة عرض Maserati التابعة لـ Al Tayer Motors، الأكبر من نوعها عالميًا، عُرضت مجموعة Giorgetti Maserati Edition من الأثاث، إلى جانب سيارة Grecale Maserati Giorgetti Edition الفريدة. المكان لم يكن مجرد منصة عرض، بل مسرحًا لتجربة حسية متكاملة، حيث تُحاكي التصاميم حركة الرياح، وتستدعي رمزية البحر، وتُجسّد فلسفة الأداء من خلال الأشكال، المواد، والتفاصيل. ثلاثة مشاهد داخلية تم تنسيقها بعناية، كل منها يُجسّد جانبًا من شخصية Maserati: القوة، الانسيابية، والهدوء. من أريكة Nereide إلى طاولة Ploto المغناطيسية، ومن منحوتة Seidon الجلدية إلى كرسي Lorelei الذي يُعانق الجالس، كل قطعة تُحاكي الأسطورة، وتُعيد صياغة الفخامة كحالة شعورية.

دبي كمنصة للفخامة الإيطالية
هذا الحدث يُمهّد لافتتاح أول متجر أحادي العلامة لـ Giorgetti في دبي مطلع عام 2026، في مبنى صمّمه المعماري العالمي Richard Meier، ويُدار بالشراكة مع Atelio، الذراع التصميمية لـ Vivium. الموقع ليس مجرد متجر، بل مساحة معمارية تُجسّد فلسفة Giorgetti في التصميم: التوازن بين الحرفية والتكنولوجيا، وبين الجمال والوظيفة. الخطوة تُعزز حضور Giorgetti في الشرق الأوسط، وتُتبَع بافتتاح متجر آخر في الرياض، مما يُكرّس المنطقة كوجهة استراتيجية للفخامة الإيطالية، ويُعيد رسم خريطة التصميم العالمي من الجنوب إلى الخليج.
فلسفة مشتركة
ما يجمع Giorgetti وMaserati ليس مجرد التصميم، بل القيم: الدقة، الحرفية، والرغبة في تقديم تجربة لا تُنسى. كما يقول Giovanni del Vecchio، المدير التنفيذي لـ Giorgetti:
“هذا التعاون ليس مشروعًا منفصلًا، بل امتداد طبيعي لهويتين تتقاطعان دون أن تذوب إحداهما في الأخرى.” أما Santo Ficili، المدير التنفيذي لـ Maserati، فيُضيف: “نحن حُماة الفخامة الإيطالية، وهذه الشراكة تُجسّد رؤيتنا في خلق روابط عاطفية من خلال التصميم والابتكار.” النتيجة؟ منتج لا يُشبه غيره، لأنه لا ينتمي بالكامل لأي من العلامتين، بل يُجسّد لقاءهما.

التصميم كحكاية
القطع المعروضة ليست مجرد أثاث، بل سرد بصري يُحاكي البحر والريح، ويستدعي أساطير الماء مثل نيريد، لوريلاي، وتيتي. كل اسم يحمل قصة، وكل منحنى يُعبّر عن حركة، وكل خامة تُجسّد إحساسًا. الجلد، المعدن، الحرير، والخشب، كلها تُستخدم ليس فقط كمواد، بل كوسائط للتعبير عن فلسفة مشتركة: أن الفخامة لا تُصنع، بل تُروى.

في الخنام: في هذا التعاون، لا تُعرض المنتجات، بل تُروى القصص. كل قطعة أثاث، كل منحنى في السيارة، كل تفصيلة جلدية، تُعبّر عن لقاء بين الحرفية والخيال، بين الأداء والهدوء، بين البحر والمدينة. إنها لحظة تُجسّد كيف يُمكن للفخامة أن تُصبح أسلوب حياة، لا مجرد امتلاك. إنه إعلان عن عصر جديد، حيث التصميم لا يُزيّن المكان فقط، بل يُشكّل الوعي، ويُعيد تعريف معنى العيش الجميل.



