من يطهى الملوخية على أصولها؟ تعرفي إلى الاختلافات بين الدول

تتصدّر الملوخية قائمة الأطباق المحبّبة في كثير من الدول العربية، وتشكّل جزءًا من الذاكرة العائلية والمناسبات المنزلية. تنبع أهميّتها من بساطتها، ونكهتها الغنية، وقيمتها الغذائية العالية. لكن، وعلى الرغم من تشابه المكوّن الأساسي، تختلف طرق تحضير الملوخية بين بلدٍ وآخر، حيث تضيف كلّ منطقة لمستها الخاصة التي تعبّر عن ثقافتها وتقاليدها.

في هذا المقال، نأخذكِ بجولة عبر أبرز البلدان التي تطهو الملوخية بطريقتها الخاصة، ونتوقّف عند الاختلافات الدقيقة في التوابل، والقوام، وحتى طريقة التقديم، لتكتشفي من يطهى هذا الطبق على أصوله بحسب ذوقكِ الخاص.

١ – مصر

يحضّر المصريّون الملوخية عبر تقطيعها فرمًا ناعمًا جدًا، ثمّ يغمسونها في مرق الدجاج أو الأرانب، ويضيفون إليها خليطًا من الثوم والكزبرة الجافة المقليّة بالسمن. يتميّز الطبق بقوامه السائل، ويُقدَّم غالبًا مع الأرز الأبيض أو الخبز البلدي. تشتهر هذه الوصفة بطعمها الغنيّ والمركّز، وتُعَدّ من أبرز وصفات الملوخية في الوطن العربي.

٢ – لبنان

تُطهى الملوخية في لبنان باستخدام أوراقها الكاملة، فتُقلى قليلًا أو تُسلق مباشرة، ثمّ تُطهى مع اللحم أو الدجاج، وتُنكّه بالقرفة والبهارات السبع. تُقدَّم عادةً مع الأرز بالشعيرية، ويُضاف إليها عصير الليمون والبصل النيء. يميّز الملوخية اللبنانية حضورها الفاخر على الموائد، خصوصًا في العزائم والمناسبات.

٣ – سوريا

يُفضّل السوريّون طهي الملوخية بأسلوب قريب من اللبناني، لكن مع لمسات خاصة، مثل استخدام الثوم النيء بوفرة، وتحمير اللحم أو الدجاج مسبقًا ثمّ إضافته إلى الطبق. يُطهى الورق من دون فرمه، ويُترك على نار هادئة ليتشرّب النكهات. يُقدَّم هذا الطبق مع الخبز أو الأرز، حسب العادات المحليّة.

٤ – فلسطين

تحضر العائلات الفلسطينية الملوخية بورقها الكامل، وتُطهى غالبًا مع الدجاج، ويُضاف إليها عصير الليمون والثوم المحمّر. تعتمد بعض المناطق على طريقة التجفيف المسبق للأوراق، لتُطهى في مواسم لاحقة. تحظى هذه الوصفة بحضور قوي في الولائم العائلية، وتُعتبر رمزًا للترابط والمشاركة.

٥ – السودان

في السودان، تُستخدم الملوخية المجفّفة، وتُخلط أحيانًا مع البامية، وتُطهى على نار هادئة مع البصل والثوم والتوابل الحارّة. يُفضّل السودانيّون تناولها مع العصيدة أو الكسرة، ويُعدّ هذا الأسلوب من أقدم الطرق التي تحافظ على نكهة الملوخية رغم تغيّر المواسم.

تبرز الملوخية كطبقٍ عابرٍ للحدود، يحمل في أوراقه قصص الأمهات، ونكهات الطفولة، وتقاليد الشعوب. تختلف النكهات، لكن الرابط بين كل هذه الوصفات هو الشغف والاهتمام بالتفاصيل. لذا، إن كنتِ تتساءلين من يطهى الملوخية على أصولها، فالجواب يعتمد على ذوقكِ وثقافتكِ. كل وصفة فيها أصل، وكل أصلٍ له قصّة.

شارك على: