تُعدّ المقلوبة من أكثر الأطباق التي تجمع بين المذاق الشهي والطقوس العائلية المميزة في كل بيت عربي. رغم تشابه المكونات الرئيسية بين الأرز والخضار واللحم أو الدجاج، تختلف طريقة تحضير المقلوبة بين البلدان العربية، إذ يضيف كل مطبخ نكهته الخاصة وطقوسه الموروثة إلى هذا الطبق العريق.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز الفروقات في تحضير المقلوبة بين البلدان العربية، ونسلّط الضوء على الطقوس التي تُرافق لحظة قلبها الشهيرة على المائدة.
١- المقلوبة الفلسطينية
تتصدّر شرائح الباذنجان المقلي طبقات المقلوبة الفلسطينية. يُضاف اللحم أو الدجاج بين طبقات الخضار، ويُنكَّه الأرز بمزيج غنيّ من البهارات الشرقية كالقرفة والبهار الحلو. لا تكتمل طقوس هذا الطبق إلا عندما تجتمع العائلة حول المائدة في انتظار لحظة القلب، حيث يُقدَّم الطبق ساخنًا مع اللبن الطازج.
٢- المقلوبة الأردنية
تتميّز المقلوبة الأردنية باستخدام خضار متنوّعة مثل الزهرة، والبطاطا، والجزر، وأحيانًا الباذنجان. يُحرَص على تتبيل المرق ببهارات مركّزة تمنح الأرز طعمًا مميزًا. تُزيَّن المقلوبة الأردنية بالمكسّرات المحمّصة، في مشهد بصري يُرافقه احتفال صغير خلال لحظة القلب أمام الضيوف.

٣- المقلوبة السورية
يُستخدم الأرز النجدي أو طويل الحبّة لتحضير المقلوبة السورية، ما يمنحها قوامًا منفوشًا. تبرز نكهة القرفة والبهار الحلبي بوضوح في هذا الطبق. تهتم ربات البيوت في سوريا بتزيين وجه المقلوبة بإتقان، فتُصبح طبقًا جماليًّا قبل أن تكون طبقًا شهيًا. غالبًا تُقدَّم مع اللبن المبرَّد والسلطات المتنوعة.
٤- المقلوبة اللبنانية
تُحضَّر المقلوبة اللبنانية بأسلوب أخفّ؛ إذ يُستخدم الأرز البسمتي مع القليل من السمن البلدي. تُخفّف كمية القلي، وتُضاف خضروات خفيفة مثل شرائح الكوسا والفليفلة. تُقدَّم عادة في جلسات نهاية الأسبوع بين الأصدقاء والعائلة، حيث تُرافق لحظة القلب أجواء مرِحة وحميمية.

طقوس القلب
في كل بيت عربي، تحظى لحظة قلب المقلوبة بمكانة خاصة. تُمسَك القدور بثبات، وتُقلَب بحركة دقيقة. حين تنجح العملية وتظهر الطبقات الجميلة، تُسمَع كلمات الإعجاب والفرح. هذا المشهد يتكرّر في مختلف البلدان رغم اختلاف تفاصيل التحضير.
رغم اختلاف طرق تحضير المقلوبة بين البلدان العربية، يجمعها طابع عائلي وطقوس دافئة تظلّ حاضرة في كل بيت. يبقى هذا الطبق أكثر من وجبة؛ هو مناسبة تحتفي فيها العائلة بالمذاق والذكريات.