أكلات مشتركة بين المطبخ العربي والتركي ستغيّر مفهومك عن الطبخ

تحتلّ عدّة أكلات مشتركة بين المطبخ العربي والتركي مكانة خاصّة في التراث الغذائي للشعوب، حيث تتقاطع النكهات، وتلتقي العادات في طبقٍ واحد يحمل بصمة حضارات متجاورة. ما بين التوابل الشرقية وطرق الطهي العثمانية، تنبض المائدة بوصفات تعكس التمازج الثقافي العريق بين العرب والأتراك، وتُثبت أن الطبخ ليس مجرّد وصفات، بل حكاية تُروى من جيل إلى آخر.

في هذا المقال، نُسلّط الضوء على أشهر أكلات مشتركة بين المطبخ العربي والتركي، ونكشف عن جذورها التاريخية، وطُرق تحضيرها التي تعكس ذوقًا راقيًا ومتناغمًا بين الشرق العربي والأناضول.

١- الكبة

انتشرت الكبة بوصفها إحدى أبرز أكلات مشتركة بين المطبخ العربي والتركي، بدءًا من سوريا ولبنان وصولًا إلى جنوب تركيا. تعتمد على البرغل واللحم المفروم، وتُحضَّر بأشكال متعددة؛ مقلية، ومشوية أو نيئة. في المطبخ التركي، تُعرف باسم “إتلي كُفْتَه”، وتُقدَّم غالبًا مع اللبن الرائب أو السلطة الحارّة. يشهد هذا الطبق على التبادل الثقافي في مناطق الحدود، حيث تتقاطع النكهات وتُبنى هوية غذائية واحدة.

٢- المحشي

يُعتبر المحشي مثالًا حيًّا على أكلات مشتركة بين المطبخ العربي والتركي، حيث تتنوّع الحشوات بين الأرز، والبرغل، واللحم، وتُلفّ بورق العنب أو الكوسا أو الباذنجان. في تركيا، يُطلق عليه اسم “دولما”، بينما يحمل في البلاد العربية أسماء متعدّدة. تختلف البهارات وطريقة التسبيك، لكن تبقى الفكرة الأساسية واحدة: طبق غنيّ بالنكهات ومتوازن غذائيًا، يرمز إلى الضيافة والكرم.

٣- الشاورما

رغم ارتباط الشاورما بالشارع العربي، تعود تسميتها إلى الكلمة التركية “çevirme” التي تعني الدوران. يُعQدّ هذا الطبق من أشهر أكلات مشتركة بين المطبخ العربي والتركي، إذ يحظى بشعبيّة كبيرة في كلا الثقافتين. تختلف طريقة التقديم؛ ففي تركيا تُقدَّم الشاورما مع خبز البيدا وصلصة الطماطم، بينما تُقدَّم في المطبخ العربي مع الثوم والبطاطا.

٤- البقلاوة

اجتمعت أذواق العرب والأتراك على حبّ البقلاوة، تلك الحلوى الذهبية التي تُحضَّر بطبقات من رقائق العجين المحشوّة بالمكسرات والمغموسة بالقطر. تُعتبر من أبرز أكلات مشتركة بين المطبخ العربي والتركي، وتُشكّل رمزًا للضيافة في المناسبات والأعياد. تختلف طرق تحضيرها قليلًا من بلد إلى آخر، لكن تظلّ النتيجة واحدة: مذاق لا يُنسى.

أثبتت أكلات مشتركة بين المطبخ العربي والتركي أنّ المطبخ ليس مجرّد مكوّنات تُخلَط، بل هو صلة رحم بين الشعوب، وجسرٌ من النكهات والذكريات. تحمل هذه الأطباق عبق الماضي وحرارة الحاضر، وتُثبت أن التلاقي بين الثقافات يُمكن أن يكون لذيذًا، حرفيًّا. عند تذوّق هذه الأطباق، لا يتذوّق الفرد الطعام فحسب، بل يختبر تاريخًا مشتركًا في كلّ لقمة.

شارك على:
رفاهية تفوق التوقعات: فنون الطهي الجزيئي في مطاعم النخبة

الطهي الجزيئي… تجربة علمية فنية تذهلك بنكهاتها ومؤثراتها البصرية

متابعة القراءة
طنجرة الطهي البخارية: أكثر من مجرد أدوات للطبخ

لطالما كانت طنجرة الطهي البخارية من الأدوات الأساسية في المطبخ،…

متابعة القراءة