في عالم السفر الراقي، يرتفع سقف التوقعات إلى ما هو أبعد من الوسادة المريحة والمنظر الخلّاب؛ يتطلّب المسافرون الأذكياء اليوم مزايا تقنية تُمثّل الترف العصري والراحة الفائقة. تغيّر هذه المزايا التّقنية تجربةَ الإقامة من مجرد بيت مؤقّت إلى فضاء ذكي يُسهّل الحياة ويدلّل الحواس.
غرف ذكية يتم التحكم بها بتقنية الصوت والتطبيق
يتوقع الضيف الآن أن يدخل الغرفة ويُشغّل الإنارة، يُغلق الستائر، ويضبط درجة الحرارة بلحظة صوتية أو بنقرة من هاتفه الذكي. التحكم بالإنترنت للأجهزة المختلفة، والمرايا التي تعرض الأجواء أو الأخبار صباحًا، أو الشاشات الترفيهية التي تتزامن مع حسابات المستخدم، كلها تُشكّل مستويات الراحة التي تُحوّل الغرفة من مجرد مكان نوم إلى ملاذ ذكي يُلائم الرّغبة في الخصوصية والسهولة.

خدمة “بدون لمس” ومعاملات تفاعلية مكيّفة
منذ جائحة كورونا، ازداد الطلب على الخدمات التي تُنفَّذ دون تواصل جسدي مباشر: تسجيل الدخول باستخدام الهاتف، مفاتيح غرف رقمية، وطلبات الغرفة التي تُرسل عبر تطبيقات، كلها تُسهِّل الانتقال داخل الفندق وتُحقق مزيدًا من الأمان والراحة.
أيضًا يُتوقّع أن تتحكّم التطبيقات بخدمات الإضاءة والتكييف والخدمات الأخرى بناءً على تفضيلات نُسّقتها مُسبقًا.
وسائل ترفيه تفاعلية ومُخصّصة
لم تعد شاشة التلفاز التقليدية كافية؛ الضيوف يريدون أن يشاهدوا عروضهم المفضّلة من حساباتهم الخاصة، أو أن يُقدَّم لهم ترفيه حسب مزاجهم. بعض الفنادق تُقدّم غرفًا بها واقع افتراضي أو أجهزة لعب، أو شاشات بانورامية، ومحتوى ترفيهي يُحدّده الضيف ذاته.

التجربة الصحية والنوم المُحسّن تقنيًا
النوم الجيد هو عنصر أساسي في تحديد جودة الإقامة الفندقية. من أسرّة تُعدل تلقائيًا لدرجة الصلابة أو الطراوة، إلى أغطية ذكية تُنظّم الحرارة، وأجهزة تتابع جودة الهواء والإضاءة الليلية المُهدِّئة. بعض الفنادق تُقدّم “أجنحة نوم” Sleep Suites، مع ميزات تقنية تُراعي دورة النوم والراحة الشخصية.

الخصوصية والأمان المبتكر
ذكاء الضيافة لا يقتصر على الراحة، بل يشمل حماية الضيف وممتلكاته. الدخول باستخدام بصمة أو التعرف على الوجه، الأقفال الذكية، الخزائن الرقمية، وميزة تتبع الأمتعة، كلها تُضاف إلى الشعور بالأمان. أيضًا توقع أن تُتاح خاصية “الطوارئ الذكية” ضمن التطبيق الفندقي لتقديم رد فعل سريع إن دعت الحاجة.
تجارب مبتكرة ضمن المرافق المشتركة
منصّات ترفيه مشتركة بتقنية الواقع الافتراضي، أو صالات مُجهّزة بأنظمة صوت وإضاءة ذكية، أو مراكز عمل مزودة بشاشات وتجهيزات مكتبية عالية السرعة، كلها تُحوّل المرافق المشتركة إلى أماكن تُكمل الإقامة بالتحفيز والإبداع. هذه المزايا تُناسب الذين يسافرون للعمل أو يبحثون عن تواصل اجتماعي راقٍ ضمن أثناء الإقامة.

ابتكارات مستدامة هناك تكنولوجيّاً وبيئيّاً
المسافر الذكي اليوم لا يكتفي بالراحة بل يولي اهتمامًا كبيرًا للاستدامة. لذلك، وسائل الراحة المبتكرة تتضمن: إضاءة مستشعِرة الحركة لتوفير الطاقة، مراحيض ذكية، صنبور مزود بحساس لمنع الهدر، مرشّحات هواء، واستخدام مواد صديقة للبيئة ضمن التجهيزات.
هذه الابتكارات لا تُبرهن فقط على تفكير الفندق، بل تُظهر احترامًا أعمق للزوار والعالم.