في عوالم تحضير القهوة المتنوعة، تبرز الطريقة الإسكندنافية كواحدة من أكثر طرق التخمير تميزاً، حيث تنتج كوباً نقياً، ناعماً، وغنياً بالنكهات المتوازنة.
لكن ما السر وراء القهوة المخمرة على هذه الطريقة؟ ولماذا يحبها عشاق القهوة حول العالم؟ دعونا نتعمق في أسرار هذه الوصفة الفريدة.
الأصول: من البلدان الباردة إلى العالم
تعود جذور التخمير الإسكندنافي إلى دول مثل النرويج والسويد والدنمارك، حيث يُفضل تناول القهوة بطرق تُبرز نقاء النكهة دون مرارة. على عكس الإسبريسو الإيطالي أو القهوة التركية المركزة، تعتمد هذه الطريقة على الترشيح البطيء والماء البارد أو الساخن بدرجات حرارة منخفضة، مما ينتج مشروباً أقل حموضة وأكثر حلاوة طبيعية.
السر الأول: التخمير البارد والساخن
1- التخمير البارد (Cold Brew Nordic Style)
- تُنقع القهوة المطحونة الخشنة في ماء بارد لمدة ١٢–٢٤ ساعة.
- تُرشح بعدها ببطء باستخدام مرشح ورقي أو قماشي.
- النتيجة: قهوة ناعمة، أقل مرارة، مع نكهات كراميلية وحمضيات خفيفة.
2- التخمير الساخن على طريقة ( Pour Over)
- تُستخدم أدوات مثل “Chemex” أو “Hario V60” بترشيح بطيء.
- درجة حرارة الماء بين ٨٥–٩٠°م (أقل من المعتاد للحفاظ على النكهات الدقيقة).
- تُسكب الماء على القهوة المطحونة متوسطة النعومة بشكل دائري لاستخلاص متوازن.
السر الثاني: جودة الحبوب وطحنها
- يفضل الإسكندنافيون حبوب القهوة الخفيفة إلى المتوسطة التحميص (Light to Medium Roast) التي تحتفظ بنكهات الفواكه والزهور.
- الطحن الخشن أو المتوسط مناسب للتخمير البارد، بينما المتوسط الناعم يُستخدم للترشيح الساخن.
السر الثالث: الماء النقي والتناسب
- نسبة القهوة إلى الماء: ١:٨ للتخمير البارد (مثلاً ١٠٠ غرام قهوة لكل ٨٠٠ مل ماء) أو ١:١٦ للترشيح الساخن.
- نقاء الماء: يُفضل استخدام ماء مفلتر أو مياه ينابيع لعدم تشويش النكهات.
لماذا يعشقها العالم؟
- نكهة واضحة: بسبب الترشيح البطيء، تختفي المركبات المرة وتظهر نكهات الحبوب الأصلية.
- انخفاض الحموضة: مثالية لمن يعانون من حموضة المعدة.
- تنوع الاستخدام: يمكن تقديمها مثلجة مع الثلج أو ساخنة مع قطعة شوكولاتة داكنة أو مع كعكة القرفة السويدية.
نصيحة أخيرة: جرّبها في المنزل!
لا تحتاج إلى معدات باهظة، بل فقط:
- حبوب قهوة عالية الجودة.
- إبريق تخمير زجاجي أو مرشح ورقي.
- صبر لانتظار الترشيح البطيء!
