يزيّن طبق الحمص الشرقي الموائد العربية منذ قرون، ويجسّد بتواضعه وفرادته جزءًا من الهويّة الغذائيّة المشتركة بين الشعوب. يُقدَّم باردًا، لكنّ دفء النكهة يُعبِّر عن تقاليد مُتجذِّرة في عمق كل بيت شرقي. يُحضَّر من أبسط المكونات: حب الحمص المسلوق، والطحينة، وعصير الليمون، والكمّون. لكن رغم بساطة التكوين، تتبدّل تفاصيله بين بيتٍ وبيت، وبلد وآخر.
تعكس التعديلات الطفيفة على طبق الحمص الشرقي اختلافات الثقافات، وتفتح الباب أمامك لتجربة وصفات متنوّعة، من لبنان وفلسطين إلى سوريا ومصر والخليج. في هذا المقال، نستعرض معكِ أبرز ملامح هذا الطبق الذي لا يشيخ، وكيف يمكن أن تُضفي عليه كلّ منطقة لمستها المميّزة.
١- الحمص اللبناني
تتميّز وصفة الحمص اللبنانيّة بتوازن مثالي بين الحموضة والدهون. يُضاف إليه الثوم بكمياتٍ دقيقة، وتُستخدَم الطحينة الكثيفة التي تُخفَّف أحيانًا بالماء لتنعيم القوام. يُزَيَّن الطبق عادةً بزيت الزيتون، والحمص الحبّ الكامل، ورشّة من البابريكا أو البقدونس. يتمّ اختيار هذا الطبق عادةً كمقبّل بارد، ويُقَدَّم إلى جانب المشاوي أو الخبز العربي الساخن.
٢- الحمص الفلسطيني
في فلسطين تُستَخدَم كميّات أكبر من الثوم والليمون، ما يمنح طبق الحمص الشرقي طعمًا أقوى وأكثر حدّة. عادةً ما يُضاف الكمون كعنصر أساسي، لا كمجرّد إضافة. يُزَيَّن سطح الطبق بزيت الزيتون الأخضر الصافي، وأحيانًا بالزعتر الأخضر أو حتى قطع من الفلفل الطازج.

٣- الحمص السوري
تتميّز وصفة الحمص السوريّة بلمسة أكثر دفئًا في التوابل. يُستخدم أحيانًا السماق أو القليل من الفلفل الحلبي لإبراز الطعم. تُخلَط المكونات بالخلاط الكهربائي حتى يصبح القوام ناعمًا تمامًا. يُقدَّم الحمص السوري غالبًا مع المسخن أو الفتة، ويُعتبر جزءًا أساسيًا من فطور العائلة في المناسبات.
٤- الحمص المصري
يأتي طبق الحمص الشرقي في مصر بطابع مختلف قليلًا. تُضاف عليه قطع الطماطم المبشورة أحيانًا أو اللبن الزبادي لتليين القوام، ويُقدَّم أحيانًا ساخنًا كمقبّل على الطريقة القاهرية. يُزَيَّن الطبق أحيانًا بقطع من المخللات أو شرائح الفلفل الأخضر، في دمج مميّز بين الحموضة والملوحة.

٥- الحمص الخليجي
في الخليج، تُكتَشَف أساليب مميّزة لتقديم طبق الحمص الشرقي. حيث يُضاف إليه زيت الزيتون الممزوج بالكركم أو الزعفران، لإعطاء اللون والنكهة. تُستخدَم المكسرات كاللوز أو الصنوبر أحيانًا كزينة، ليجمع الطبق بين البساطة والتفخيم. يُقَدَّم هذا الطبق بجانب الأرزّ أو الأطباق الثقيلة لتلطيف النكهة.
يستحقّ طبق الحمص الشرقي مكانته كطبق لا يغيب عن أي مائدة عربية. تتغيّر النكهات، لكن يبقى الحمص رمزًا للدفء، وللمشاركة، وللتاريخ المشترك بين الشعوب. اختاري النكهة التي تليق بذوق عائلتكِ، وجرّبي بين حين وآخر وصفة من بلد آخر، لأنّ هذا الطبق لا يتوقّف عن مفاجأتكِ.